التعليق الصوتي وسيلة تسويقية مهمة في عصر التكنولوجيا والذكاء الصناعي

باتت التكنولوجيا والوسائط المتعددة لغة العصر حيث يحتل التعليق الصوتي كوسيلة تسويقية مكانة هامة وفاعلة في نقل المعلومات وإيصال الرسائل بشكل قوي ومؤثر. وأصبح التعليق الصوتي بالذكاء الاصطناعي من الخدمات الأكثر انتشاراً وتداولاً، التعليق الصوتي عبارة عن فن يمزج بين الصوت، والكلمة المنظمة، ويمتلك القدرة على إحداث تأثير عميق على الجمهور، ويظل التعليق الصوتي مهمًا لإضفاء الحياة والروح على المحتوى وتحقيق تأثير قوي على الجمهور.

مفهوم التعليق الصوتي:

التعليق الصوتي عبارة عن مقطعٌ صوتي مسجّل تسجيلًا فوريًّا أو مسبقًا بواسطة مؤدٍّ متخصّص. وتتم مزامنته مباشرة أو قد يُضاف إلى الفيديو أو إلى المادّة الإعلاميّة، والتسويقية لاحقًا. يتمّ ضبط زمن وتناسق التعليق الصوتي مع الفيديو بواسطة برامج خاصّة بتحرير الفيديوهات.
التعليق الصوتي على الفيديوهات بحدّ ذاته قد يكون شرحًا، وتفصيلًا للعناصر الموجودة ضمن الفيديو التسويقي مسبقًا، أو قد يكون بمثابة معلومات إضافيّة تساعد المستمع على فهم تفاصيل المنتج أو الخدمة المسوّقة عبر الفيديو. ويمكن توظيف التعليق الصوتي في العديد من العناصر التسويقية، مثل: الفيديوهات التعريفية والإعلانات، والأنميشن والألعاب، والفيديوهات التحفيزية أو التعريفيّة، وغيرها من وسائط العرض المرئية المختلفة التي تحتاج توضيحًا صوتيًّا.

أنواع التعليق الصوتي:

رغم أن التعليق الصوتي له هدفٌ أساسي واحد؛ هو التوضيح والجذب، فإن هنالك طيفٌ واسع من أنواع التعليق الصوتي. تختلف هذه الأنواع عن بعضها بالأسلوب وطريقة التقديم وبعض التفاصيل الأخرى، إلا أن جميعها يحقق الغاية ذاتها. قائمة أنواع التعليقات الصوتية تطول في الواقع إلا أننا سندرج فيما يلي أشهر المجالات التي تعتمد على التعليق الصوتي بوصفه جزءًا أساسيًا في نجاحها:

الإعلانات التجارية:

: يندرج تحت هذا النوع كافّة الفيديوهات التسويقية والإعلانات التجارية وما سواها من المواد البصرية التي تتطلّب مادّة صوتيّة لكي تنجح في إيصال فكرة واضحة عن المنتج أو الخدمة المسوّقة

الأنيميشن:

تتضمّن الفيديوهات التعليمية، والرسوم المتحرّكة الخاصة بتعليم الأطفال، بالإضافة إلى عمليات الدبلجة للرسوم المتحركة التقليدية. عملية الدبلجة تندرج تحت صنف التعليق الصوتي.

الكتب المسموعة:

: أضحى التعليق الصوتي وسرد ملخص للكتب والقصص مع بعض المقتطفات والصور اتجاهًا مرغوبة جدًا، لا سيّما لدى الأفراد الذين يستصعبون قراءة الكتب أو أولئك الذين يعانون من عجزٍ في حاسّة البصر

ألعاب الفيديو:

: يشمل ذلك العروض الدعائية والمقاطع الترويجية للألعاب الحديثة، بالإضافة إلى التعليق الصوتي للشخصيات والأحداث داخل اللعبة

الفيديوهات التعليمية أو الإخبارية:

تكون مهمة المعلق الصوتي هنا شرح مخطط ما أو توضيح صورة بشكل غير مباشر؛ ومثال على ذلك نشرة الأخبار التي لا تتضمّن مذيعًا للنشرات الجويّة، وإنما ترسيمات للنشرة الجوية وتعليق صوتي عليها.

التطبيقات الذكيّة:

: وجد التعليق الصوتي بالهاتف الذكي استثمارًا كبيرًا لميزة التعليق الصوتي، وذلك لأن المستخدم يتفاعل مع برمجيات جامدة، وبدون وجود توضيحات صوتيّة ستكون التجربة سيّئة للغاية. مثال على ذلك التطبيقات التعليمية للأطفال وتطبيقات الترجمة.

التوثيق: مثال عليها الأفلام الوثائقيّة والتعليمية.

تقنيات التعليق الصوتي المختلفة:

ستجد طيفًا واسعًا من الاستراتيجيات والتقنيات المبتكرة للتعليق الصوتي وذلك تبعًا لنوع التعليق والهدف المرجو منه، إضافة إلى نوع الوسائط المتعددة التي سيرتبط معها التعليق الصوتي. يمكننا إجمال التقنيات المستخدمة في إنتاج التعليق الصوتي في أنواعٍ ثلاث، هي:

. الظاهري

: تُستخدم هذه التقنية بشكلٍ أساسي عند سرد أفلام الأطفال أو الشروحات التوضيحية للأشكال أو الرسومات أو الإعلانات التجارية، ومقاطع الفيديوهات الترويجية. يعتمد التعليق الصوتي الظاهري على وجود معلق صوتي واحد يسرد الجمل والعبارات المُنتقاة، وتحفظ التسجيلات الصوتية بصيغة (mp3) على سبيل المثال. وتُطبّق بصورةٍ متزامنة مع الأصوات في الفيديو بعد إزالة الأصوات الأصلية، أو مع ظهور الرسومات أو الأشكال التوضيحية أو عناصر وميّزات المنتج في العرض التسويقي

قد تحتاج إلى بعض المؤثّرات، والأدوات الصوتية الحديثة؛ لإضفاء نوعٍ من الاحترافية في العمل المقدّم. تشمل هذه الأدوات برامج تحرير الصوت الاحترافية ومن أمثلتها: Adobe Audition وAudacity، أما الأدوات الصوتية الاحترافية والتي تشمل:

الميكروفون:

ومهمّته واضحة وهي التقاط صوت المعلّق. يلعب الميكروفون دورًا أساسيًّا في جودة التعليق الصوتي لذلك احرص على أن يكون الميكروفون المستخدم من شركة محترمة، وأن يكون مكثّف الصوت الخارجي له كبير، من أجل زيادة دقّة ووضوح الصوت

المضخم الأولي:

مهمّته تحويل الاهتزاز الصوتية التي يلتقطها الميكروفون إلى إشارات كهربائية قابلة للتسجيل والتخزين على أنظمة التشغيل والبرامج الحاسوبية.

السمّاعات:

يجب على المعلّق الصوتي أن يسمع تسجيله بوضوح لكي يتمكّن من تعديل عمق صوته، وتواتره بدقّة. تُعد السماعات أيضًا أداةً أساسيّة للحصول على نتائج مرضية لذلك يجب عليك الانتقاء من الشركات المشهورة، مثل: Sony وBeats by Dre.

حامل الميكروفون:

إمساك المعلّق بالميكروفون وتحريكه أثناء تأديته للمقطع الصوتي سيولّد ضوضاء، ويقلل من صفاء الصوت الناتج، وهنا يأتي دور حامل الميكروفون في جعل الميكروفون ثابتًا أثناء تسجيل الصوت.

ضابط الاهتزاز:

وهو عبارة عن أداة وصل ميكانيكية خاصّة تربط بين الميكروفون والحامل تمنع الميكروفون من التقاط الاهتزازات والذبذبات الخارجية، حتى البسيطة منها.

مرشّح الميكروفون:

: يُعرف أيضًا بمرشّح الـpop، ومهمّته إزالة الأصوات الدقيقة جدًا التي قد تلتقطها الميكروفونات الحسّاسة، مثل لعق شفاه المعلّق وأصوات اصطكاك الأسنان وغيرها من الأصوات غير المرغوبة.

برامج تعديل وتحرير الصوت:

وهي أساسية من أجل تحرير المقاطع الصوتية، وذكرنا مثالًا عليها برنامجي Adobe Audition وAudacity وهما من أفضل البرامج في هذا المجال

لذلك إن كان مشروعك يحتاج إلى إنشاء فيديوهات ترويجية باستمرار فقد تفكّر في اقتناء عدّة تسجيل احترافية للحصول على نتائج مميزة لمشروعك. أو قد تلجأ إلى استئجار هذه الأدوات، لكن استئجار هذه الأدوات في كل مرة يعني تكاليف إضافية.

التعليق الصوتي الرسمي:

هذه الاستراتيجية للتعليق الصوتي تقتصر على دبلجة المقابلات التلفزيونية الرسمية عادةً. لا تُستبدل المقاطع الصوتية الأصلية بالمقاطع المترجمة أو الموضِّحة، بل تبقى هذه المقاطع ولكن يُخفّض مستوى صوتها وتُوضع التعليقات الصوتية المدبلجة بصوتٍ واضح وبصورةٍ متزامنة معها، بحيث يبدأ التعليق الصوتي مع بدء الكلام وينتهي معه. في هذه التقنية لا تحتاج سوى معلّق ومعلّقة صوتية لتأدية جميع التعليقات.

التعليق الصوتي الاستبدالي:

كما هو واضح من اسم التقنية، تستبدل الأصوات في مقاطع الفيديو بالتعليقات الصوتية بشكل كامل، ولذلك ستكون بحاجةٍ إلى معلّق ماهر قادر على مزامنة عناصر الفيديو المختلفة مع تعليقه الصوتي.
قد تحتاج إلى أكثر من معلّق صوتي واحد إذا تضمّن الفيديو أكثر من شخصيّة واحدة؛ كما يجب انتقاء كلمات التعليق الصوتي بعناية بحيث تحاكي قدر الإمكان تصرّفات وحركات الشفاه باللغة الأصل للشخصيات في الفيديو.

الأهمية التسويقية للتعليق الصوتي:

التعليق الصوتي له أهمية كبيرة في التسويق والإعلان، ويمكن أن يكون له تأثير قوي على الجمهور المستهدف. إليك بعض الأسباب التي تجعل التعليق الصوتي ذو أهمية تسويقية:

الإيصال العاطفي:

يستطيع التعليق الصوتي نقل العواطف والمشاعر بشكل أفضل من النص المكتوب. يمكن للصوت والطريقة التي يتم بها التعليق الصوتي أن يثير العواطف لدى الجمهور ويخلق صلة عاطفية قوية مع المنتج أو الخدمة

توضيح المعلومات:

قد يكون من الصعب على الجمهور فهم أو تصور المعلومات المقدمة من خلال النص المكتوب. التعليق الصوتي يمكنه توضيح المعلومات بشكل أفضل وأكثر وضوحًا من خلال استخدام اللهجة والتنغيم والتركيز على النقاط الرئيسية.

بناء الثقة:

: يُعتبر التعليق الصوتي صوتًا حقيقيًا يتحدث إلى الجمهور، مما يساهم في بناء الثقة والمصداقية. عندما يتم توظيف شخصية معروفة أو موثوق بها للتعليق الصوتي، فإنه يعزز مصداقية المنتج أو الخدمة ويساعد في إقناع الجمهور بجودتها وفعاليتها.

التمييز عن المنافسة:

التعليق الصوتي الجذاب والمميز يمكن أن يساعد في جذب انتباه الجمهور وتمييز المنتج أو الخدمة عن المنافسة. عندما يتم توظيف صوت فريد ومميز للتعليق الصوتي، يمكن أن يصبح له تأثير قوي في ترسيخ العلامة التجارية في ذهن الجمهور.

الوصول إلى جمهور أوسع:

يعتبر التعليق الصوتي وسيلة فعالة للوصول إلى جمهور أوسع، خاصةً في حالات التسويق المتعددة الوسائط مثل الإعلانات التلفزيونية والإذاعية ومقاطع الفيديو على الإنترنت. يمكن للتعليق الصوتي أن يجذب الاهتمام ويحمل رسالتك بشكل فعال للمستهلكين المحتملين\

باختصار، التعليق الصوتي يعزز التواصل والتأثير العاطفي، ويساعد في توضيح المعلومات وبناء الثقة والتمييز عن المنافسة. لذلك، يعتبر التعليق الصوتي أداة تسويقية قوية يمكن أن تساعد في تحقيق أهدافك التسويقية

مثال عملي بسيط على أهمية التعليق الصوتي:

إليك مثالًا عمليًّا بسيطًا لأهمية التعليق الصوتي؛ تخيّل أن هنالك اثنين من الفيديوهات التسويقية، بُذل الكثير من الجهد في العناية بتفاصيل كليهما، إلا أن أحدهما كان بدون أي تعليق صوتي، مجرّد مقاطع توضيحية جامدة، ولا سبيل للعميل لفهم مغزى الفيديو سوى باستقراء المقاطع التي لا حياة بها إطلاقًا، وأما الآخر فيتضمّن معلّقًا مناسبًا، أيهما برأيك سيثمر نتائج حقيقية؟

بالطبع سيكون المقطع الذي يتضمّن التعليق الصوتي، فهو يؤمّن وسيلة تواصل حقيقية بين العميل والفكرة التي تريد إيصالها من الفيديو التسويقي، بدون هذه الرابطة سيواجه العميل صعوبةٍ في استيعاب المغزى التسويقي، وحتى وإن كانت الفكرة على بساطتها مفهومة بدون شرح صوتي فسيكون انطباع العميل على الفيديو سلبيًّا.
في النهاية، يمكن القول إن التعليق الصوتي يلعب دورًا حاسمًا في نقل المعلومات والمشاعر وإلهام الجمهور. بفضل المهارات الصوتية والتقنية المناسبة، يمكن للمعلق الصوتي إضفاء البعد الفني والاحترافي على المحتوى الصوتي وتحسين تجربة الاستماع. ويمكنه أيضاً أن يضفي الحيوية على الفيديو التسويقي ويقرّب الفكرة والهدف من العميل لأن العميل ببساطة يشعر بأن أحدًا ما يخاطبه عبر الفيديو وليس مجرّد مقاطع استعراضية جامدة خالية من الحياة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *